تسير سلطنة عُمان بخطى ثابتة نحو تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040، في ظل تحوّل جوهري يشهده المشهد الاقتصادي يهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. ومع اقتراب عام 2026، تبرز فرص استثمارية استثنائية مدعومة بإصلاحات تشريعية وبيئة أعمال جاذبة تشجّع الاستثمار المحلي والأجنبي على حد سواء.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على أهم القطاعات المتوقع أن تُسهم في تشكيل ملامح النمو الاقتصادي في السلطنة خلال المرحلة المقبلة.
1. الاقتصاد الرقمي والابتكار التكنولوجي
لم يعد التحوّل الرقمي خيارًا، بل أصبح ضرورة، وقد وضعت السلطنة هذا القطاع في مقدمة أولوياتها الاستراتيجية. ويشهد السوق طلبًا متزايدًا على حلول الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والخدمات السحابية.
لماذا الآن؟
يسهم التوجه الحكومي نحو الرقمنة الشاملة في فتح آفاق واسعة أمام المنصات الرقمية وتطبيقات التكنولوجيا المالية (FinTech).
2. الطاقة المتجددة: مستقبل أخضر ومستدام
بفضل ما تمتلكه عُمان من موارد طبيعية غنية بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تتجه السلطنة لتكون مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
فرصة استثمارية:
يمثل الاستثمار في البنية التحتية للطاقة النظيفة فرصة طويلة الأمد ذات عوائد مجزية، لا سيما مع المشاريع الكبرى الجاري تطويرها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
3. الصناعات التحويلية: خلق القيمة المضافة
تركّز الاستراتيجية الصناعية في عُمان على تحويل المواد الخام إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية.
أبرز القطاعات:
الصناعات الكيميائية، تصنيع المعدات، والصناعات الغذائية. كما توفّر المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية الخاصة حوافز ضريبية وتسهيلات تشغيلية تجعل هذا القطاع وجهة جاذبة للمستثمرين.
4. السياحة والضيافة: تجربة عُمانية فريدة
تسعى عُمان إلى استقطاب ملايين الزوّار من خلال تعزيز سياحة المغامرات، والسياحة الثقافية، والسياحة البيئية.
التوقعات:
مع دخول علامات فندقية عالمية جديدة إلى السوق، تبرز فرص كبيرة في تطوير المنتجعات الفاخرة والمشاريع التي تجمع بين الأصالة والراحة العصرية.
5. الخدمات اللوجستية: بوابة العالم
بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، تعزّز عُمان مكانتها كمركز لوجستي عالمي.
محركات النمو:
تطوير موانئ صحار والدقم وصلالة، إلى جانب التوسع في استخدام تكنولوجيا اللوجستيات (LogTech) لتحسين كفاءة سلاسل الإمداد.
6. العقارات والتطوير العمراني
أسهمت التحديثات الأخيرة في القوانين العقارية، التي سمحت بالتملك الأجنبي في مناطق محددة، في إعادة تنشيط هذا القطاع.
التركيز الحالي:
المشاريع السكنية الحديثة والمجمعات السياحية المتكاملة التي تلبي متطلبات النمو السكاني والطلب السياحي المتزايد.
7. التعليم والصحة: الاستثمار في الإنسان
مع نمو المجتمع وتطوّر تطلعاته، يزداد الطلب على الخدمات الصحية المتقدمة، والتعليم المتخصص، والتدريب المهني.
الفرص المتاحة:
مراكز الرعاية الصحية الخاصة، منصات التعليم الإلكتروني، ومعاهد التدريب التقني والمهني.
الخلاصة: لماذا تستثمر في عُمان عام 2026؟
إن الاستثمار في سلطنة عُمان اليوم يعني الاستفادة من الاستقرار السياسي، والموقع الجغرافي الفريد، والإطار التشريعي المتطور. كما أن تنويع الاستثمارات بين التكنولوجيا، والطاقة الخضراء، والخدمات اللوجستية يوفّر توازنًا مثاليًا بين العوائد المجزية والمخاطر المدروسة.
هل أنت مستعد لتكون جزءًا من مستقبل عُمان الاقتصادي؟
الوقت الحالي هو الأنسب لاستكشاف هذه الفرص وبناء شراكات استراتيجية تضعك في طليعة المستثمرين بحلول عام 2026.